كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


المراد بالخلق الحسن في هذه الأخبار ونحوها ما يشمل الأمور المعنوية الصادرة عن الملكة النفسانية بسهولة من غير روية وقد جاء في أخبار وآثار تسمية بعض ما يصدر عنها من خلال الكمالات التي ليست ملكات أخلاقاً ولا مانع من إطلاق الخلق مجازاً على ما يصدر من تلك الملكة باعتبار كونه أثرها ومسبباً عنها سيما مع شيوع إطلاق السبب على المسبب وعكسه واسم الأثر على المؤثر وعكسه ولذلك تراهم يسمون كل خصلة معنوية صادرة عن الملكة خلقاً إما على المجاز أو الحقيقة العرفية والشرعية والاسم الجامع للشعب الإيمانية والكمالات القلبية هو الخلق الحسن‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏الحكيم‏‏)‏‏ الترمذي ‏‏(‏‏عن أنس‏‏)‏‏ بن مالك لكنه لم يذكر له سنداً بل علقه فإطلاق المصنف العزو إليه غير صواب‏‏.‏‏

4141 - ‏‏(‏‏الخمر أمّ الفواحش‏‏)‏‏ أي التي تجمع كل خبيث وإذا قيل أمّ الخير فهي التي تجمع كل خير وإذا قيل أمّ الشر فهي التي تجمع كل شر ‏‏(‏‏وأكبر الكبائر‏‏)‏‏ أي من أكبرها كما مرّ نظيره غير مرة ‏‏(‏‏من شربها‏‏)‏‏ وسكر ‏‏(‏‏وقع على أمه وخالته وعمته‏‏)‏‏ أي جامع الواحدة منهن يظن أنها زوجته وهو لا يشعر ومن ثم جعلها اللّه مفتاح كل إثم كما جعل الغناء مفتاح الزنا وإطلاق النظر في الصور مفتاح العشق والكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان والمعاصي مفتاح الكفر والكذب مفتاح النفاق والحرص مفتاح البخل وهذه أمور لا يصدق بها إلا من له بصيرة صحيحة ولب يعرف به ما في نفسه وما في الوجود من خير وشر‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طب عن ابن عباس‏‏)‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف انتهى‏‏.‏‏ فرمز المؤلف لصحته غير سديد‏‏.‏‏

4142 - ‏‏(‏‏الخمر امّ الفواحش‏‏)‏‏ الأخروية والدنيوية لأنها تصدع وتكثر اللغو على شربها بل لا يطيل شرابها إلا باللغو وهي كريهة المذاق ورجس ومن عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر اللّه وعن الصلاة وتستر العقل الذي هو نور الهدى وآلة الرشد ألا ترى إلى حمزة رضي اللّه عنه لما زال عقله بها قال للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم‏‏:‏‏ هل أنتم إلا عبيد أبي أو آبائي فجعله عبداً لكافر قال ابن العربي‏‏:‏‏ وهذا قول إدّ وحديث إلى الكفر ممتد وعذره المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فيه لزوال عقله بما كان مباحاً حينئذ ولو كان زواله بمحرم ما عذره ثم استقر الأمر على تشديد التحريم ‏‏(‏‏و‏‏)‏‏ من ثم كانت ‏‏(‏‏أكبر الكبائر‏‏)‏‏ أي من أعظمها ‏‏(‏‏ومن شرب الخمر‏‏)‏‏ فسكر ‏‏(‏‏ترك الصلاة ووقع على أمه وعمته وخالته‏‏)‏‏ أي جامع الواحدة منهن وهو لا يميز بينها وبين حليلته أو الأجنبية ومن ثم حدوا السكران بأنه الذي لا يعرف السماء من الأرض ولا الطول من العرض ولا يفرق بين أمه وزوجته ومن قبائحها وفضائحها أنها تذهب الغيرة وتورث الخزي والفضيحة والندامة وتلحق شاربها بأحقر نوع الإنسان وهم المجانين وتسلبه أحسن الأسماء ‏‏[‏‏ص 508‏‏]‏‏ والصفات وتسهل قتل النفس ومؤاخاة الشياطين وهتك الأستار وإظهار الأسرار وتدل على العورات وتهون ارتكاب القبائح والجرائم وكم أهاجت من حرب وأفقرت من غنى وأذلت من عزيز ووضعت من شريف وسلبت من نعمة وجلبت من نقمة وفرقت بين رجل وزوجة فذهبت بقلبه وراحت بلبه وكم أورثت من حسرة وأجرت من عبرة وأوقعت في بلية وعجلت من منية وكم وكم ولو لم يكن من فواحشها إلا أنها تجتمع هي وخمر الجنة في جوف واحد لكفى وآفاتها لا تحصى وفضائحها لا تستقصى وفي هذا القدر كفاية‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طب‏‏)‏‏ وكذا الديلمي ‏‏(‏‏عن ابن عمرو‏‏)‏‏ بن العاص قال الهيثمي‏‏:‏‏ صحيح‏‏.‏‏

4143 - ‏‏(‏‏الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنب‏‏)‏‏ بجرهما بدل من الشجرتين وبرفعهما خبر مبتدأ محذوف وأراد بالخمر هنا ما يخامر العقل ويزيله لأن الخمر اللغوي وهي التي من العنب لا يكون من النخلة والغرض من الحديث بيان حكم الخمر يعني تحريم الخمر من هاتين لا بيان حقيقتها اللغوية لأنه غير مبعوث لبيانها فتخصيص الجنسين لا يدل على نفي ما عداهما قال الطيبي‏‏:‏‏ وقوله من هاتين بيان لحصولها منهما غالباً وليس للحصر لخلو التركيب عن أدائه وقال ابن العربي‏‏:‏‏ هذا بيان من المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأهل المدينة ولم يكن عندهم مشروب إلا من هذين النوعين وكان عند غيرهم من كل مطعوم فعند قوم من برّ وعند آخرين من ذرة وعند آخرين من أرز وغير ذلك فخاطب أولئك بقوله إن من الزبيب خمراً وإن من البر لخمراً وإن من الشعير لخمراً إلخ وقال القرطبي‏‏:‏‏ هذا الحديث حجة للجمهور على تسمية ما يعصر من غير العنب بالخمر إذا أسكر ولا حجة فيه لأبي حنيفة حيث قصر الحكم بالتحريم على هاتين الشجرتين لأن جاء في أحاديث أخر ما يقتضي تحريم كل مسكر وإنما خص هنا الشجرتين بالذكر لأن أكثر الخمر منهما أو أعلى الخمر عند أهلها وهذا نحو قولهم المال الإبل أي معظمها وأعمها‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم م 4‏‏)‏‏ في الأشربة ‏‏(‏‏عن أبي هريرة‏‏)‏‏ ولم يخرجه البخاري ورواه مسلم أيضاً بلفظ الخمر من هاتين الشجرتين الكرمة والنخل وفي رواية له الكرم والنخل‏‏.‏‏

4144 - ‏‏(‏‏الخمر أم الخبائث‏‏)‏‏ أي تجتمع فيها وترجع كلها إليها لأنها تغطي العقل فتعمى بصيرته عن مقابح المعاصي فيرتكبها فتجتمع عليه المآثم فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً قيل لأنها تبقى في عظامه وعروقه نحو الأربعين ‏‏(‏‏فإن مات وهي في بطنه مات ميتة‏‏)‏‏ بكسر الميم اسم للنوع ‏‏(‏‏جاهلية‏‏)‏‏ صفة ميتة يعني صار منابذاً لأمر الشرع وإذا مات على هذه الحالة مات على الضلالة كما يموت أهل الجاهلية‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طس عن ابن عمرو‏‏)‏‏ بن العاص رمز المصنف لصحته وفيه الحكم بن عبد الرحمن البجلي أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏‏:‏‏ مختلف فيه ورواه الدارقطني بهذا اللفظ عن ابن عمرو وفيه الحكم بن عبد الرحمن بن أنعم ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم‏‏:‏‏ صالح‏‏.‏‏

4145 - ‏‏(‏‏الخلافة في قريش‏‏)‏‏ يعني أن خليفة النبي صلى اللّه عليه وسلم من بعده إنما يكون منهم فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم وسمي خليفة لأنه خلف الماضي قبله وقام مقامه ولا يسمى أحد خليفة اللّه بعد آدم وداود قال الحرالي‏‏:‏‏ والملك التلبس بشرف الدنيا واستئثاره بخيرها ‏‏(‏‏والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة‏‏)‏‏ قال الزمخشري‏‏:‏‏ يعني الأذان وجعله في الحبشة تفضيلاً لبلال ورفقاً منه وجعل الحكم في الأنصار لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم كمعاذ وأبي زيد وغيرهم ‏‏(‏‏والجهاد والهجرة‏‏)‏‏ أي التحول من ديار الكفر إلى ديار الإسلام ‏‏(‏‏في المسلمين‏‏)‏‏ أي كلهم ‏‏(‏‏والمجاهدين بعد‏‏)‏‏ قال في الفردوس‏‏:‏‏ ‏‏[‏‏ص 509‏‏]‏‏ الدعوة الأذان والحكم الفقه والقضاء لأن أكثر فقهاء الصحابة من الأنصار‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم طب عن عتبة‏‏)‏‏ بضم العين المهملة ومثناة فوقية ساكنة ‏‏(‏‏ابن عبد‏‏)‏‏ السلمي أبي الوليد صحابي شهد أول مشاهده قريظة رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏‏:‏‏ رجاله ثقات‏‏.‏‏

4146 - ‏‏(‏‏الخلافة‏‏)‏‏ قال الحافظ في الفتح‏‏:‏‏ أراد بالخلافة خلافة النبوة وأما معاوية ومن بعده فعلى طريقة الملوك ولو سموا خلفاء ‏‏(‏‏بعدي في أمتي ثلاثون سنة‏‏)‏‏ قالوا‏‏:‏‏ لم يكن في الثلاثين إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن فمدة الصديق سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام وعمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام وعثمان إحدى عشرة سنة وإحدى عشرة شهراً وتسعة أيام وعليّ أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام‏[‏فعلى هذا‏‏:‏‏ الثلاثون مدة الخلفاء الأربعة فقط كما حرّر فلعلهم ألغوا الأيام وبعض الشهور أي فأدخلوا فيها مدة الحسن، وذكر النووي أن مدة الحسن نحو سبعة أشهر‏‏.‏‏‏]‏‏ ‏‏(‏‏ثم ملك بعد ذلك‏‏)‏‏ وفي رواية ثم يكون ملكاً أي يصير ملكاً لأن اسم الخلافة إنما هو لمن صدق عليه هذا الاسم بعمله للسنة والمخالفون ملوك وإن تسموا بالخلفاء وأخرج البيهقي في المدخل عن سفينة أن أول الملوك معاوية، وقال الزمخشري‏‏:‏‏ قد افتتحوا يعني خلفاء النبي صلى اللّه عليه وسلم بعده المشرق والمغرب ومزقوا ملك الأكاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الدنيا ثم خرج الذين على خلاف سيرتهم فكفروا بتلك الأنعم ففسقوا وذلك قوله الخلافة بعدي ثلاثون إلخ‏‏.‏‏ وقيل لسعيد بن الجبهان‏‏:‏‏ إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم فقال‏‏:‏‏ كذب بنو الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك‏‏.‏‏ لا يقال ينافي هذا خبر لا يزال هذا الدين قائماً حتى يملك اثني عشر خليفة‏‏.‏‏ الحديث‏‏.‏‏ لأنا نقول‏‏:‏‏ إلى هنا للكمال فيكون المراد الخلافة الكاملة ثلاثون وهي منحصرة في الخمسة والمراد ثم مطلق الخلافة لأن مما عدّ من أولئك يزيد‏‏.‏‏

أخذ بعض المجتهدين من هذا الخبر أن إجماع الخلفاء الأربعة حجة والصحيح عند الشافعية أنه غير حجة‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم ت ع حب عن سفينة‏‏)‏‏ مولى النبي صلى اللّه عليه وسلم أو مولى أم سلمة وهي أعتقته واسمه مهران أو رومان أو قيس أو عبس وكنيته أبو عبد الرحمن أو أبو البحتري سماه المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم سفينة لأنه كان معه في سفر فأعياه بعض القوم فألقى متاعه عليه فحمل شيئاً كثيراً ورواه عنه أيضاً أبو داود في الستة والنسائي في المناقب‏‏.‏‏

4148 - ‏‏(‏‏الخوارج‏‏)‏‏ الذين يزعمون أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبداً ‏‏(‏‏كلاب‏‏)‏‏ أهل ‏‏(‏‏النار‏‏)‏‏ هم قوم ‏‏{‏‏ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً‏‏}‏‏ وذلك لأنهم دأبوا ونصبوا في العبادة وفي قلوبهم زيغ فمرقوا من الدين بإغواء شيطانهم حتى كفروا الموحدين بذنب واحد وتأوّلوا التنزيل على غير وجهه فخذلوا بعد ما أيدوا حتى صاروا كلاب النار فالمؤمن يستر ويرحم ويرجو المغفرة والرحمة والمفتون الخارجي يهتك ويعير ويقنط وهذه أخلاق الكلاب وأفعالهم فلما كلبوا على عباد اللّه ونظروا لهم بعين النقص والعداوة ودخلوا النار صاروا في هيئة أعمالهم كلاباً كما كانوا على أهل السنة في الدنيا كلاباً بالمعنى المذكور‏‏.‏‏ قال الخطابي‏‏:‏‏ أجمعوا على أنهم على ضلالهم مسلمون وسئل عليّ‏‏:‏‏ أكفار هم‏‏؟‏‏ فقال‏‏:‏‏ من الكفر فرّوا فقيل‏‏:‏‏ أمنافقون‏‏؟‏‏ قال‏‏:‏‏ المنافقون لا يذكرون اللّه إلا قليلاً وهؤلاء يذكرونه بكرة وأصيلاً قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا، قال الغزالي في الوسيط‏‏:‏‏ في حكم الخوارج وجهان أحدهما أنهم كأهل الردّة الثاني حكمهم كأهل البغي‏‏.‏‏ قال ابن حجر‏‏:‏‏ وليس مطرداً في كل خارجي فإنهم أصناف منها من تقدم ذكره ومنها من ‏‏[‏‏ص 510‏‏]‏‏ خرج في طلب الملك لا للدعاء إلى معتقده وهم قسمان‏‏:‏‏ قسم خرجوا غضباً للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسيرة النبوية فهؤلاء أهل حق ومنهم الحسين بن علي وأهل المدينة في الحرّة والقراء الذين خرجوا على الحجاج وقسم خرجوا لطلب الملك فقط وهم البغاة وقد عقد لهم الفقهاء باباً‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم د ك‏‏)‏‏ من حديث الأعمش ‏‏(‏‏عن ابن أبي أوفى‏‏)‏‏ قال ابن الجوزي‏‏:‏‏ قال أحمد لم يسمع الأعمش من ابن أبي أوفى ‏‏(‏‏حم ك عن أبي أمامة‏‏)‏‏ قال ابن الجوزي‏‏:‏‏ تفرد به المخزومي عن إسماعيل وإسماعيل ليس بشيء‏‏.‏‏ قال أحمد‏‏:‏‏ حدث بأحاديث موضوعة، وقال ابن حبان‏‏:‏‏ يضع على الثقات‏‏.‏‏

4149 - ‏‏(‏‏الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير‏‏)‏‏ شبه سرعة وصول الخير إلى البيت الذي يغشاه الضيفان بسرعة وصول الشفرة إلى السنام لأنه أول ما يقطع ويؤكل لمزيد لذته‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ه عن ابن عباس‏‏)‏‏ قال الحافظ العراقي كالمنذري‏‏:‏‏ سنده ضعيف‏‏.‏‏

4150 - ‏‏(‏‏الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى‏‏)‏‏ بالبناء للمجهول أي يغشاه الضيوف ‏‏(‏‏من الشفرة إلى سنام البعير‏‏)‏‏ فيه سر لطيف وهو أنه وازن بين الخلف والبذل وبين فضل الضيف بنحر البعير لضيفانه‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ه عن أنس‏‏)‏‏ قال العراقي‏‏:‏‏ إسناده ضعيف لكن له شواهد‏‏.‏‏

4151 - ‏‏(‏‏الخير مع أكابركم‏‏)‏‏ قال في الفردوس‏‏:‏‏ ويروى البركة مع أكابركم وأراد العلماء والأولياء وإن صغر سنهم أو المجرّبين للأمور وقد سبق موجهاً‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏البزار‏‏)‏‏ في مسنده ‏‏(‏‏عن ابن عباس‏‏)‏‏ ورواه عنه الديلمي أيضاً‏‏.‏‏

4152 - ‏‏(‏‏الخير عادة‏‏)‏‏ لعود النفس إليه وحرصها عليه من أصل الفطرة، قال في الإحياء‏‏:‏‏ من لم يكن في أصل الفطرة جواداً مثلاً فيتعود ذلك بالتكلف ومن لم يخلق متواضعاً يتكلفه إلى أن يتعوده وكذلك سائر الصفات يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض وبالمداومة على العبادة ومخالفة الشهوات تحسن صورة الباطن ‏‏(‏‏والشر لجاجة‏‏)‏‏ لما فيه من العوج وضيق النفس والكرب والعادة مشتقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى قال العامري في شرح الشهاب‏‏:‏‏ وأكثر ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع‏‏.‏‏ قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ‏‏"‏‏عودّوا قلوبكم الرقة‏‏"‏‏ فحث على تعويده ليؤلف فيسهل‏‏.‏‏ اعترض كلب في طريق عيسى عليه السلام فقال‏‏:‏‏ اذهب عافاك اللّه فقيل له‏‏:‏‏ تخاطب به كلباً ‏‏؟‏‏ قال‏‏:‏‏ لسان عودته الخير فتعود وقال الحكماء‏‏:‏‏ العادة طبيعة خامسة واللجاج أكثر ما يستعمل في المراجعة في الشيء المضر بشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة ويسمى فاعله لجوجاً كأنه أخذ من لجة البحر وهي أخطر ما فيه فزجرهم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم عن عادة الشر بتسميتها لجاجة وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق، فعلى من لم يرزق قلباً سليماً من الشر أن يروض نفسه على الخير والكف عن الشر ويلزمها المداومة على ذلك وإنما يؤتى العبد من الضجر والملال والعجلة ‏‏(‏‏ومن يرد اللّه به خيراً يفقهه في الدين‏‏)‏‏ أي يفهمه ويبصره في كلام اللّه ورسوله لأن ذلك يقوده إلى التقوى والتقوى تقوده إلى الجنة‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ه عن معاوية‏‏)‏‏ بن أبي سفيان وفيه مروان بن جناح قال في الميزان عن أبي حاتم‏‏:‏‏ لا يحتج به وعن الدارقطني‏‏:‏‏ لا بأس به‏‏.‏‏

4153 - ‏‏(‏‏الخير كثير‏‏)‏‏ أي وجوهه كثيرة ‏‏(‏‏و‏‏)‏‏ لكن ‏‏(‏‏من يعمل به قليل‏‏)‏‏ لإقبال الناس على دنياهم وإهمالهم ما ينفعهم في أخراهم وجهلهم بأسرار الشريعة إذ كل مباح ينقلب طاعة مثاباً عليها بالنية كما لو نوى بأكله أن يقوى على الجهاد والصلاة ‏‏[‏‏ص 511‏‏]‏‏ والصوم أو نحو ذلك وكما لو نوى بالجماع إعفاف نفسه أو زوجته أو أن يخرج منهما ولد صالح يذكر اللّه تعالى إلى غير ذلك مما يطول ذكره‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طس‏‏)‏‏ وكذا أبو الشيخ ‏‏[‏‏ابن حبان‏‏]‏‏ والديلمي ‏‏(‏‏عن عمرو‏‏)‏‏ بن العاص قال الهيثمي‏‏:‏‏ فيه الحسن بن عبد الأول ضعيف‏‏.‏‏

4154 - ‏‏(‏‏الخير كثير وقليل فاعله‏‏)‏‏ فيه ما تقرر فيما قبله‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏خط عن ابن عمرو‏‏)‏‏ بن العاص وفيه أحمد بن عمران الأخفش قال البخاري‏‏:‏‏ يتكلمون فيه وعطاء بن السائب ساء حفظه‏‏.‏‏

4155 - ‏‏(‏‏الخير معقود بنواصي الخيل‏‏)‏‏ قال الحرالي‏‏:‏‏ اسم جمع لهذا الجنس المجهول على هذا الإختيال لما خلق اللّه له من الاعتزاز به وقوة المنة في الافتراس عليه الذي منه سمي واحده فرساً ‏‏(‏‏إلى يوم القيامة‏‏)‏‏ أي في ذواتهم فكنى بالناصية عن الذات يقال فلان مبارك الناصية أي ذاته وإنما كانت مباركة لحصول الجهاد بها قال بعض الكاملين‏‏:‏‏ وفيه من صنع البديع ما يسنى تجنيساً مضارعاً وهو أن يختنف المتجانسان بحرف والحرفان متقاربان في المخرج ‏‏(‏‏والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها‏‏)‏‏ قال النووي‏‏:‏‏ وأما حديث إن الشؤم قد يكون في الفرس فالمراد فيه غير المعدة للغزو ونحوه وأن الخير والشؤم يجتمعان فيها لتفسيره الخير بالأجر والمغنم في الرواية الآتية ولا يمنع مع هذا أن يتشاءم به ثم إن هذا الحديث وما بعده من أعلى درجات البلاغة حيث أوقع الجناس بين لفظين اختلفا في آخر حرف في كل منهما بحسب الصيغة فقط من نوع ما وقع الاختلاف فيه بحرف كخبر أسلم تسلم وذا عكسه إذ الاختلاف ثم وقع في أول كلمة وهنا في آخرها‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طس‏‏)‏‏ وكذا أبو يعلى ‏‏(‏‏عن أبي هريرة‏‏)‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ رجاله رجال الصحيح وهو في الصحيح باختصار النفقة‏‏.‏‏

4156 - ‏‏(‏‏الخيل معقود في نواصيها الخير‏‏)‏‏ أي ملازم لها كأنه معقود فيها فهو استعارة مكنية كما ذكره القاضي قال‏‏:‏‏

وتصعد حتى يظن الجهول * بأن له حاجة في السماء

وقال‏‏:‏‏

وهي الشمس مسكنها في السما * ء فعز الفؤاد غدا جميلا

‏(‏‏إلى يوم القيامة‏‏)‏‏ أي إلى قربه، آذن به أن الجهاد قائم إلى ذلك الوقت وهذا عد من جوامع كلمه‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏مالك‏‏)‏‏ في الموطأ ‏‏(‏‏حم ق ن ه عن عروة‏‏)‏‏ بضم أوله ‏‏(‏‏ابن الجعد‏‏)‏‏ بفتح الجيم وسكون المهملة وبالمهملة الثانية ويقال ابن أبي الجعد البارقي صحابي نزل الكوفة وهو أول من قضى بها ‏‏(‏‏خ عن أنس‏‏)‏‏ بن مالك ‏‏(‏‏م ت ن ه عن أبي هريرة حم عن أبي ذر وعن أبي سعيد طب عن سواد بن الربيع عن النعمان بن بشير وعن أبي كبشة‏‏)‏‏ قال ابن حجر‏‏:‏‏ وفي الباب أبو هريرة وجابر وحذيفة وغيرهم قال المصنف‏‏:‏‏ وهو متواتر‏‏.‏‏

4157 - ‏‏(‏‏الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر‏‏)‏‏ بدل من قوله الخير أو هو خبر مبتدأ محذوف أي هو الأجر ‏‏(‏‏والمغنم‏‏)‏‏ قال الطيبي‏‏:‏‏ يحتمل كون الخير المفسر بهما استعارة لظهوره وملازمته وخص الناصية لرفعة قدرها فكأنه ‏‏[‏‏ص 512‏‏]‏‏ شبهه لظهوره بشيء محسوس معقود على محل مرتفع فنسب الخير إلى لازم المشبه وذكر الناصية تجريداً للإستعارة اهـ‏‏.‏‏ لكن ذهب جدي الأعلى من جهة الأم الحافظ الزين العراقي إلى أنه أمر خاص بناصيتها بدليل النهي عن قصها‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم ق ت ن عن عروة‏‏)‏‏ البارقي ‏‏(‏‏حم م ن عن جرير‏‏)‏‏ قال‏‏:‏‏ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمسح وجه فرس فذكره‏‏.‏‏

4158 - ‏‏(‏‏الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن‏‏)‏‏ أي البركة ‏‏(‏‏إلى يوم القيامة‏‏)‏‏ قال في المطامح‏‏:‏‏ هذا من جملة معجزاته لدلالته على بقاء الجهاد وإعلاء كلمة الإسلام إلى يوم القيامة ‏‏(‏‏وأهلها معانون عليها‏‏)‏‏ أي على الإنفاق عليها ‏‏(‏‏قلدوها ولا تقلدوها الأوتار‏‏)‏‏ أي قلدوها طلب الأعداء ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية أي ثأرانهم أي دمائهم يعني لا تجعلوا ذلك لازماً لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق أو أراد وتر القوس أو الأوتار التي تقلد لدفع العين‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طس عن جابر‏‏)‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ فيه ابن لهيعة وفيه ضعف‏‏.‏‏

4159 - ‏‏(‏‏الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة‏‏)‏‏ قال ابن حجر‏‏:‏‏ وفي هذه الأخبار كلها ترغيب في الغزو على الخيل وبقاء الإسلام وأهله إلى يوم القيامة لأن من لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين وهم المسلمون وهو كحديث لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق ‏‏(‏‏وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار‏‏)‏‏ جمع وتر بالتحريك‏‏.‏‏ قال ابن الجوزي‏‏:‏‏ المراد بالأوتار ثلاثة أقوال‏‏:‏‏ أحدها أنهم كانوا يقلدونها أوتار القسى لئلا يصيبها العين بزعمهم فنهوا عنها إعلاماً بأن الأوتار لا تردّ من اللّه شيئاً، الثاني نهى عنه لئلا تختنق الدابة بها عند شدة الركض والرعي، والثالث أنهم كانوا يعلقون فيها الأجراس فنهوا عنها، وزعم أن الأوتار جمع وتر بالسكون والمراد به الثأر وأن المراد النهي عن طلب الثأر تكلف وتعسف ومن ثم قال النووي‏‏:‏‏ هو تأويل ضعيف‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم عن جابر‏‏)‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ رجاله ثقات‏‏.‏‏

4160 - ‏‏(‏‏الخيل معقود بنواصيها الخير والنبل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها‏‏)‏‏ في العلف وغيره ‏‏(‏‏كباسط يده في صدقة‏‏)‏‏ في حصول الأجر ‏‏(‏‏وأبوالها وأوراثها لأهلها عند اللّه يوم القيامة من مسك الجنة‏‏)‏‏ أي أنها تصير كذلك قال جمع‏‏:‏‏ قوله الخيل لفظ عامّ والمراد به الخيل الغازية في سبيل اللّه لقوله في الحديث الآتي الخيل ثلاثة أو المراد جنس الخيل أي أنها بصدد أن يكون فيها الخير فأما من ارتبطها لمحرم فحصول الوزر لطرو ذلك الأمر‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طب‏‏)‏‏ وكذا في الأوسط ‏‏(‏‏عن عريب‏‏)‏‏ بعين مهملة مفتوحة وراء مكسورة أبي عبد اللّه ‏‏(‏‏المليكي‏‏)‏‏ شامي‏‏.‏‏ قال البخاري‏‏:‏‏ له صحبة‏‏.‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ وفيه من لم أعرفه‏‏.‏‏

4161 - ‏‏(‏‏الخيل ثلاثة، ففرس للرحمن، وفرس للشيطان وفرس للإنسان‏‏)‏‏ فيه جواز السجع إذا كان بغير تكلف ‏‏(‏‏فأما ‏‏[‏‏ص 513‏‏]‏‏ فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل اللّه‏‏)‏‏ أي للجهاد عليه لإعلاء كلمة اللّه ‏‏(‏‏فعلفه وروثه وبوله في ميزانه‏‏)‏‏ يوم القيامة في كفة الحسنات فإن قيل‏‏:‏‏ فما بال الروث والحسنات وهي من النجاسات قلنا‏‏:‏‏ إذا رعت الدابة شبعت ومن تمام شبعها طرح الفضلة فلما كانت من منافعها كتب له أجرها ولا نزاع في نجاستها فإن دم الشهيد نجس وريحه ريح المسك في سبيل اللّه فمن ذهب إلى أنه إذا نوى بالفرس الجهاد يكون بوله وروثه طاهراً فقد أخطأ خطأً ظاهراً ‏‏(‏‏وأما فرس الشيطان‏‏)‏‏ أي إبليس ‏‏(‏‏فالذي يقامر أو يراهن‏‏)‏‏ بالبناء للمجهول ‏‏(‏‏عليه‏‏)‏‏ على رسوم الجاهلية وطرائقهم وذلك أن يتواضعا بينهما جعلاً يستحقه السابق منهما كذا ذكره الزمخشري ‏‏(‏‏وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها‏‏)‏‏ أي يطلب ما في بطنها يعني النتاج وفي رواية يستنبطها والاستنباط استخراج الماء فاستعير لإخراج النسل ‏‏(‏‏فهي‏‏)‏‏ لهذا الثالث ‏‏(‏‏ستر من فقر‏‏)‏‏ أي تحول بينه وبين الفقر بارتفاقه بثمن نتاجها كما يحول الستر بين الشيء وبين الناظرين وقد أخرج أبو داود وغيره عن أنس أنه لم يكن شيء أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد النساء من الخيل‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم عن ابن مسعود‏‏)‏‏ قال الهيثمي‏‏:‏‏ رجاله ثقات فإن القاسم بن حبان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح‏‏.‏‏

4162 - ‏‏(‏‏الخيل لثلاثة‏‏)‏‏ في الفتح فهم بعضهم الحصر فقال‏‏:‏‏ اتخاذ الخيل لا يخرج عن كونه مطلوباً أو مباحاً أو ممنوعاً فشمل المطلوب الواجب والمندوب والممنوع المكروه والمحرم واعترض ‏‏(‏‏هن‏‏)‏‏ وفي نسخة هي وخط المصنف محتمل لهما ‏‏(‏‏لرجل أجر‏‏)‏‏ أي ثواب ‏‏(‏‏ولرجل ستر‏‏)‏‏ أي ساتر لفقره ولحاله ‏‏(‏‏وعلى رجل وزر‏‏)‏‏ أي إثم ووجه الحصر في الثلاثة أن الذي يقتني خيلاً إما أن يقتنيها لركوب أو تجارة وكل منهما إما أن يقترن به فعل طاعة وهو الأول أو معصية وهو الأخير أو لا ولا وهو الثاني ‏‏(‏‏فأما‏‏)‏‏ الأول ‏‏(‏‏الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل اللّه‏‏)‏‏ أي أعدها للجهاد ‏‏(‏‏فأطال لها‏‏)‏‏ أي للخيل حبلها ‏‏(‏‏في مرج‏‏)‏‏‏‏[‏وأكثر ما يطلق المرج في الموضع المطمئن والروضة أكثر ما تطلق في الموضع المرتفع‏‏.‏‏]‏‏ بسكون الراء وبالجيم أرض واسعة ذات كلأ يرعى فيها سمي به لأنها تمرح به أي تسرح وتجيء وتذهب كيف شاءت ‏‏(‏‏أو روضة‏‏)‏‏ شك من الراوي وهي الموضع الذي يكثر الماء فيه فيكون فيه صنوف النبات من الرياحين وغيرها فالفرق بين المرج والروضة أن الأول معدّ لرعي الدواب والروضة إنما هي للتنزه فيها ‏‏(‏‏فما أصابت في طيلها ذلك‏‏)‏‏ بكسر الطاء المهملة وفتح التحتية وفي رواية بالواو الحبل الذي تربط به ويطول لترعى ‏‏(‏‏من المرج أو الروضة‏‏)‏‏ من فيه بيان لما ‏‏(‏‏كانت له حسنات‏‏)‏‏ يعني يكون لصاحب الخيل ثواب مقدار مواضع إصابتها في ذلك الحبل الذي ربطت فيه ‏‏(‏‏ولو أنها قطعت طيلها فاستنت‏‏)‏‏‏‏[‏قال في النهاية استن الفرس أي عدا لمرحمة ونشاطه شوطاً أو شوطين ولا راكب عليه، وقال الجوهري‏‏:‏‏ هو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً‏‏]‏ بتشديد النون أي عدت ومرجت ورمحت ‏‏(‏‏شرفاً أو شرفين‏‏)‏‏ أي شوطاً أو شوطين سمي به لأن الغازي يشرف على ما يتوجه إليه‏‏.‏‏ قال في المصابيح كالتنقيح‏‏:‏‏ الشرف العالي من الأرض ‏‏(‏‏كانت آثارها‏‏)‏‏ بالمد أي مقدار آثارها في الأرض بحوافرها عند عدوها ‏‏(‏‏وأرواثها‏‏)‏‏ أي وأبوالها ‏‏(‏‏حسنات له‏‏)‏‏ يريد ذلك لا أن الأرواث بعينها توزن ‏‏(‏‏ولو أنها مرت بنهر‏‏)‏‏ بسكون الهاء وفتحها واحد الأنهار ‏‏(‏‏فشربت‏‏)‏‏ منه ‏‏(‏‏ولم يرد أن يسقيها‏‏)‏‏ أي والحال أن صاحبها لم يقصد سقيها وفي ‏‏[‏‏ص 514‏‏]‏‏ رواية ولم يرد أن يسقي بحذف ضمير المفعول ‏‏(‏‏فإن ذلك‏‏)‏‏ أي ما شربته يعني قدره وإرادته أن يسقيها ‏‏(‏‏حسنات له‏‏)‏‏ وإذا حصل له هذا الثواب حيث لم يقصد سقيها ففي قصده أولى فهو من التنبيه بالأدنى على الأعلى ‏‏(‏‏و‏‏)‏‏ الثاني الذي هي له ستر ‏‏(‏‏رجل ربطها تغنياً‏‏)‏‏ بفتح المثناة والمعجمة أي استغناء عن الناس يطلب نتاجها ‏‏(‏‏وستراً‏‏)‏‏ من الفقر ‏‏(‏‏وتعففاً‏‏)‏‏ عن سؤال الناس عند الحاجة ببيع نتاجها أو بما يحصل من أجرتها أومن الاتجار فيها أو بما يتردد عليها في مزارعة ومتاجرة ومعاملة ‏‏(‏‏ثم لم ينس حق اللّه‏‏)‏‏ المفروض ‏‏(‏‏في رقابها‏‏)‏‏ بالإحسان إليها والقيام بعلفها والشفقة عليها في الركوب وخص الرقاب لاستعارتها كثيراً في الحقوق اللازمة ‏‏(‏‏و‏‏)‏‏ لا في ‏‏(‏‏ظهورها‏‏)‏‏ بأن يحمل عليها الغازي المنقطع ويعير الفحل لمن طلب منه إعارته للطروق أو بأن لا يحملها ما لا تطيقه ونحو ذلك وعلى هذا التقدير فلا حجة فيه للحنفية في إيجاب الزكاة فيها لأن الدليل إذا طرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ‏‏(‏‏فهي له‏‏)‏‏ أي لصاحبها ‏‏(‏‏ستراً‏‏)‏‏ أي ساتر من المسكنة ‏‏(‏‏و‏‏)‏‏ الثالث التي هي وزر ‏‏(‏‏رجل ربطها فخراً‏‏)‏‏ نصب للتعليل أي لأجل الفخر أي تعاظماً ‏‏(‏‏ورياء‏‏)‏‏ إظهاراً للطاعة والباطن بخلافه ‏‏(‏‏ونواء‏‏)‏‏ بكسر النون والمد أي مناوأة ومعاداة ‏‏(‏‏لأهل الإسلام‏‏)‏‏ كقوله ناوأت العدو مناوأة والمراد العداوة والواو بمعنى أو فكل واحد مذموم وحده وفيه بيان فضل الخيل وأنها إنما يكون في نواصيها الخير إذا كانت لطاعة أو مباح وإلا ‏‏(‏‏فهي له وزر‏‏)‏‏ أي إثم قيل علة كونها وزراً مجموع هذه الأوصاف الثلاثة لأن الفخر لأهل العلم والرؤساء ليس بموجب للوزر كذا قيل وفيه تكلف ظاهر والظاهر أن لكل واحد موجب‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏مالك‏‏)‏‏ في المؤطأ ‏‏(‏‏حم ق ت ن ه عن أبي هريرة‏‏)‏‏‏‏.‏‏

4163 - ‏‏(‏‏الخيل في نواصي شقرها الخير‏‏)‏‏ أي اليمن والبركة والشقر والشقرة من الألوان وهي تختلف بالنسبة إلى الإنسان والخيل والإبل ففي الإنسان حمرة صافية مائلة إلى البياض وفي الخيل حمرة صافية يحمر معها العرف والذنب فإن اسود فهو الكميت وفي الإبل شدة الحمرة وسبق أن هذا لا تعارض بينه وبين خبر خير الخيل الأدهم قال جدنا الأعلى من قبل الأم الزين العراقي‏‏:‏‏ سبب تفضيله صلى اللّه عليه وسلم للشقر من الخيل التفاؤل بها رواه أحمد في مسنده بعد ذكر حديثه المرفوع وفيه‏‏:‏‏ وسألوه لم فضل الأشقر‏‏؟‏‏ قال‏‏:‏‏ لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏خط عن ابن عباس‏‏)‏‏ وفيه إسماعيل بن عبد اللّه البغدادي أبو الشيخ ‏‏[‏‏ابن حبان‏‏]‏‏ قال الذهبي‏‏:‏‏ متروك الحديث‏‏.‏‏

4164 - ‏‏(‏‏الخيمة‏‏)‏‏ المذكورة في القرآن في قوله سبحانه وتعالى ‏‏{‏‏حور مقصورات في الخيام‏‏}‏‏ وهي بيت من بيوت الأعراب مربع ‏‏(‏‏درة مجوفة‏‏)‏‏ بفتح الواو المشددة أي واسعة الجوف وفي رواية للبخاري در مجوف طوله بالتذكير على معنى الشيء الساتر ‏‏(‏‏طولها في السماء ستون‏‏)‏‏ وفي رواية ثلاثون ‏‏(‏‏ميلاً في كل زاوية منها‏‏)‏‏ أي من زوايا الخيمة ‏‏(‏‏للمؤمن أهل لا يراهم‏‏)‏‏ أهله ‏‏(‏‏الآخرون‏‏)‏‏ من سمة تلك الخيمة وكثرة مرافقها وأرجائها قال في الفردوس‏‏:‏‏ لما نزل قوله تعالى ‏‏{‏‏حور مقصورات في الخيام‏‏}‏‏ قيل‏‏:‏‏ يا رسول اللّه ما الخيمة فذكره‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ق عن أبي موسى‏‏)‏‏ الأشعري ووهم من زعم أنه من أفراد البخاري‏‏.‏‏